اقتباسات من رواية مسغبة – أيمن العتوم

إننا نتساوى أمام الموت تصغر في عيوننا كل الاشياء التي كنا نراها عظيمة ، الموت يضعك امام نفسك امام حقيقة فاعليتك ، انه قادرٌ على ان يقصم الجبارين ويشق بالقدرة نفسها حناجر الصغار الثاغّين اسماء امهاتهم

إلى أينَ يهربُ النّاس؟ الأرضُ كلّها تتزلزل. الزّلزال يسكتُ لحظات كأنّه يزدردُ لقمةً كبيرة، ثُمّ يعودُ إلى الحركة، أحيانًا يضحك الزّلزال فتسمع صوتَ الرّدم والحجارة والحديد والصّفائح تُردّد صدى ضَحِكته، نحن نبكي يا الله؛ إنّنا نعوذ بك من غضبك

الجوع يحاول المشي، كان يحبو، والآن قَوِيتْ رِجلاه، إنّه يمشي بشكلٍ مُستقِيم، بعدَ قليلٍ سوفَ يمشي بشكل أسرع، ثُمّ سيتناول خنجرًا من أوّل تابوتٍ، ويبدأ بطعنِ مَنْ يجده في طريقه ذات اليمين وذات الشّمال. كان ظِلاّ فصار مادّة، وكان خيالاً فصار واقِعًا، إنّه إنْ ألقَى ثوبَه على أرضٍ فلن يرتفع عنها إلاّ بعد أنْ ينهشَ فيها كلّ شيء

لَمْ يفقدوا الأمل، لا لأنّهم أقوياء، بل لأنّهم وجدوا في الأمل درعًا من الجنون، وقايةً من السقوط في قِيعان الكآبة، وطريقًا إلى مُقاومة الموت، لا يهزمُ الموتَ أكثرُ من الأمل بالحياة 

لكنّ الكتب اليوم تبدو حزينةً وشاحبةً مثل البشر، الغُبار يعلو أوراقَها، والكَسْر أصابَ كُعوبَها، والتّمزق حاقَ بأطرافِها، إنّها تبدو بالفعل بائسة، كلّ كتابٍ أُخرِجه من الرّفّ أسمعه يقول: دَعْني في هَمّي، فإنّكَ إنْ قلّبتَ أضلاعي، تكون كمن أَثرْتَ أوجاعي

على أيّ حال المكتبة أكثر مكانٍ مُلائمٍ للاستِشفاء، سنقوم بعزل النّاس فيها

العيون الغائرة. الأشداق المفتوحة، الفُكوك النّاتئة، والجفون الذّابلة، والشَّعْر المُتساقط، والآهات المكتومة، والموت… كسولٌ مثلهم، يتحرك ببلادة، ويمشي بِتَؤُدة، وينظر مُتأفّفًا إلى ضحاياه، لقد بدا أنّ الموتَ أصابه الضّجر أكثر منهم

لقدْ كانوا هم الطّيور الّتي غَنّتْ له على النّوافذ، نوافذ الروح العتيقة، كان يحلم أنْ يطير، وها هو قد فعل،بعضُ الأحلام تتحقّق بالموت

تمنّيتُ لحظتَها لو أنّني نجمة، أحسنُ ما يُمكن أنْ يعيشَ به المرء في الحَياة هو قلبٌ خالٍ كالنّجوم تمامًا، يعيشُ راضِيًا، ويموتُ هانِئًا، يعرفُ أنّ قَدَرَه لن يُغيّره حِرصُه، وأنّ رِزقَه لن يجلبه طمَعُه، وأنّ الكون يتّسع للجميع